الاتحاد القطري لكرة القدمأخبار
12.01.2014 21:50 في :

متابعة: بلال مصطفى/ موقع الفيفا//

انتعشت قطر وتلونت غرب آسيا باللون العنابي، هذا ما يمكن اختصار ما حدث نهاية الأسبوع الماضي عندما توج المنتخب القطري بلقبه الأول في بطولة غرب آسيا الثامنة وهو الذي يشارك فيها للمرة الثانية فقط بعد نسخة 2008.

منذ أن توج العنابي بلقب كأس الخليج على أرضه في نسخة 2004 لم يتذوق الفريق حلاوة التتويج، بل وعانى من تباين النتائج، فمشاركاته في كأس آسيا 2007 ومن ثم 2011 التي استضافها لم ترضي طموحات القطريين، فيما جاء ظهوره في بطولات الخليج الأربع الماضية بعيدا عنها وإن بلغ نصف نهائي نسخة 2009، ولذلك عندما تقرر إقامة منافسات بطولة غرب آسيا الثامنة في ربوع الدوحة كانت الفرصة مؤاتية أمام العنابي لتحقيق الكثير من الأمور، وهو ما كان عندما نجح بالظفر بلقب البطولة دون أدنى شك في أحقيته.

موقع FIFA.com عاش أحداث البطولة ورصد المنتخب القطري واستقى ردود الفعل من صناع الإنجاز، تعالوا معنا لنلقي الضوء على ما تحقق للعنابي خلال هذه البطولة.

تكتيك مقنع

ما يهم أي فريق يمارس اللعبة أمران مهمان في مقدمة المهمات التي يبحث عنها، الأول تقديم أداء طيب ممزوج بتكتيك واضح والثاني ترجمة ذلك للفوز، والمتابع لأداء العنابي خلال المباريات الأربع التي خاضها في البطولة، لا يشك في ما قدمه الفريق فوق أرضية التباري، إذ بدا واضحا أن كفته رجحت أمام منافسيه ذلك بفضل الأداء الذي انتهجه المدير الفني الجزائري جمال بلماضي، فقد اعتمد على طريقة (4-3-3) والتي كانت تهتم بنسج الهجوم وفق التسلسل الصحيح، حين كان يتم إخراج الكرة من الدفاع مرورا بلاعبي الوسط ووصولا لخط الهجوم، وضمن هذا النظام التكتيكي، وضحت كثيرا تلك المرونة التي سمحت للعنابي في تعزيز قدراته، فقد نجح بلماضي في اختياراته والأهم توظيفها بالشكل المطلوب.

ولعل بلماضي أكد منذ اليوم الأول ثقته في الفريق الذي اختاره ولم يستبق الظروف بالحديث عن قصر مدة التحضيرات، وصعوبة المنافسة، بل أنه كان واضحا تماما حين وضع الضغط على نفسه ولاعبيه عندما قال أن الهدف هو اللقب. وبعد أن تحقق له ما أراد، عبر بلماضي عن سعادته قائلا “لقد حققنا الهدف المنشود، اللقب هو مكافأة لكل اللاعبين الذين بذلوا مجهودات كبيرة طيلة البطولة. كنا ندرك صعوبة الظفر بالكأس لكن التحدي كان كبيرا ونجحنا في كسبه”.

أرقام ممتازة
hghg
ما ضاعف من نجاح المنتخب القطري تلك الأرقام المتميزة التي تحصل عليها في النهاية، فقد كان الفريق الأقوق هجوما، حين سجل في كل المباريات (10 أهداف) ولم يسمح إلا لهدف وحيد هز شباكه، هذين الرقمين كفيلين في توضيح ما قدمه العنابي، فقد كان هجومه فاعلا للغاية، إذ اعتمد بلماضي على مثلث هجومي يتقدمه عادل أحمد ويشكل علي أسد الله وبوعلام خوخي طرفيه، ووفق هذا النمط سمح للثنائي (أسد-بوعلام) في استخراج كامل مهاراتهما فكانا عامل الحسم الحقيقي في كل المباريات، وهو ما جعلهما أفضل لاعبي البطولة.

توج بوعلام مجهوداته بإحرازه ستة من الأهداف العشرة للعنابي بواقع هدفين في كل مباراة أمام السعودية والكويت والأردن، ولم يتوقف عمله على التهديف، بل قدم تمريرات حاسمة لزملاءه، قال بوعلام لموقع FIFA.com بعد النهائي “نبارك للجميع على هذا الفوز، البطولة تعني لي الكثير، فهذه المشاركة الأولى لي مع العنابي وتوجت باللقب وكأس الهداف. لقد أظهرنا قدرات المنتخب الذي لم يرشحه الكثيرون قبل البطولة، وأثبتنا أننا نستحق الكأس. هذه عودة طيبة للعنابي”. مضيفا “نعم، أطمح باللعب للمنتخب الوطني هذا حلم كبير وسأسعى لخدمة العنابي بكل ما أملك”.

أما علي أسد الله نجم الوسط الهجومي فقد كان عند حسن الظن به، وأظهر إمكانيات طيبة للغاية واستحق جائزة أفضل لاعب في البطولة نظرا للمجهود الذي قدمه في كل المباريات، يقول أسد “لم أكن لأتصور أنني سأفوز بهذه الجائزة، ستكون مميزة في تاريخي وحافزا لي لتقديم المزيد لخدمة العنابي. كان هدفنا رفعة المنتخي الوطني وكسب التحدي الكبير، وضعنا هدف التتويج باللقب أمامنا ولم ندخر أي مجهود لتحقيق ذلك. هي عودة الروح للفريق”.

على طريق النجومية

يعلم الجميع أن المنتخب القطري آثر المشاركة في البطولة بالمنتخب الرديف، حيث منح الفرصة أمام الفريق الأول للاستفادة من فترة الراحة بعدما حقق تأهله لنهائيات كأس آسيا، وأسند المهمة للمدرب الجزائري جمال بلماضي الذي سبق له وأن قاد لخويا للفوز بالدوري المحلي لموسمين متتالين، وبذلك دخل الجميع في جولة التحدي (الإتحاد، المدرب، اللاعبون).

قلنا أن العنابي كسب الكثير خلال هذه البطولة، اللقب والجوائز الفردية (أفضل لاعب وأفضل هداف) ولم يترك حتى جائزة اللعب النظيف، ولكن ما تطلع له الجميع في قطر هو كسب مجموعة من اللاعبين لتعزيز قدرات المنتخب الوطني في المستقبل، وهو ما راهن عليه بلماضي الذي أكد أن مهمته تحضير لاعبين جدد تسير بالتساوي مع هدف المنافسة، بل مضى لأكثر من ذلك في أحد المؤتمرات الصحفية حين سئل عن مدى الاستفادة من هذه المجموعة فقال “هناك لاعبين صغار ويمكن لهم أن يبلغوا نهائيات كأس العالم 2022 وهم يملكون الخبرة اللازمة، لكن عليهم أن يحافظوا على أنفسهم وتطوير الأداء فنيا”.

على-وخخوى
ظهر بوعلام وعلي أسد في الصورة النهائية، لكن من تابع مسيرة العنابي لا يجد أدنى صعوبة في اكتشاف لاعبين آخرين سيكون لهم شأن طيب في الفترة المقبلة مع العنابي الأول، منهم المهاجم الواعد عادل أحمد، ولاعبي الوسط كريم بو ضيف وزميله في المحور عبدالله عفيفة، والظهير المهاجم خالد مفتاح قائد الفريق وثنائي قلب الدفاع عبدالعزيز حاتم وداما تراوري، وحارس المرمى سعود الخاطر الذي تألق كثيرا وكان أحد أسباب الفوز باللقب، وكان يمكن له أن يتوج بجائزة أفضل حارس لولا تألق حارس مرمى البحرين في مباراة المركز الثالث.

يمكن الآن لمنتخب قطر أن يتطلع نحو مستقبل مشرق، حيث تنتظره استحقاقات مهمة في مقدمتها كأس الخليج ومن ثم كأس آسيا وعليه أن يهتم بما زرع ليقطف ثمرة نجاح الفريق المتوج بلقب بطولة غرب آسيا.